سبع سنوات/ عبدالقادر رالة

لي عادة لا أعرف اذ كانت حميدة أم سيئة؟ وهي أن أطلب من زملائي ، أو من مَن التقيهم في محطات النقل ، أو في المستشفى بأن يحكوا لي عن قصصا أو ذكريات من حياتهم أو عن تجاربهم ، حلوة أو مرة ... فيفعلون ذلك باستمتاع وحماس كبيرين ربما لا لشيئ سوى أني أبدي اهتماما كبيرا وأنصت بتركيز ، وأتعاطف معهم فيؤثر ذلك فيهم ويفرحون إذ يجدون شيئا في حياتهم يستحق الاهتمام من الاخرين!

والعجيب والمثير ، أن قصص الشباب تتشابه ، وبالأخص قصص الحب والزواج ... الحب الأول ، العذاب ، وكيف يُسرق منهم ذاك الحب فجأة بسبب غباءهم وأنا نية الفتيات!...

الأول عرف فتاة لسبع سنوات ، ولما صارت طالبة في الحقوق سرقها منه استاذ جامعي...بكى ...تعذب... ثم تزوج فاستطاع أن ينسى..

الثاني ...أحب فتاة لسبع سنوات، وهي فتاة جميلة ، سرقها منه مقاول ناجح.. بكى ...تعذب... ثم تزوج فتاة أجمل منها فاستطاع أن ينسى..

الثالث ... عشق ابنة خالته لسبع سنوات، وهي فتاة فاتنة وودودة ، لكن سرقها أحد أقاربه الموظفين... بكى ...تعذب... ثم تزوج فتاة أطيب منها فاستطاع أن ينسى..

الرابع... احبها من كل قلبه.. لسبع سنوات ، والعجيب أنها سرقت أمامه في لقاء عابر في بيتزيريا... بكى ...تعذب... وحلف بأن لا يثق في النساء أبدا ولن يتزوج حتى يموت!    

CONVERSATION

0 comments: